نظرة شاملة على | كتاب طول العمر للدكتور بيتر عطية : طريقك إلى عمر أطول وحياة صحية.

ماذا لو كانت كل أفكارك عن الشيخوخة… مجرد كذبة؟
تخيل أن بلوغك سن المئة لا يعني الهشاشة أو العجز، بل القوة، الاستقلال، والحيوية المتقدة.
في كتابه الثوري Outlive، ينسف الدكتور بيتر عطية المفاهيم التقليدية حول الشيخوخة، ويعيد بناء خريطة الحياة من جديد.

لم يعد علينا أن ننتظر لنمرض ثم نبدأ بالعلاج…
بل يمكننا أن نعيش أطول، وأفضل — باتباع خطة علمية تعتمد على أربع ركائز أساسية، قادرة حرفياً على منحك سنوات إضافية من الحياة الحقيقية، لا مجرد البقاء على قيد الحياة.

من بناء لياقة بدنية تهيّئك لمواجهة تحديات الحياة، إلى تحويل النوم إلى استثمار حقيقي في صحتك المستقبلية — هذا الكتاب ليس مجرد بودكاست صحي عابر، بل صفعة توقظك من غفلة العمر.
قد تكون هذه أهم 20 دقيقة تقرأها هذا العام.

اقرأه الآن، فالنسخة المستقبلية من جسمك ستنهض لتصفق لك.

رابط تحميل الكتاب من هنا

يقول د. بيتر عطية:
“الركائز الأربع للصحة — التمارين الرياضية، التغذية، النوم، والصحة النفسية — هي الأساس لحياة طويلة وصحية.”

تخيل أن تعيش كل فترة من حياتك بصحة أفضل من التي قبلها. في كتابه أوفلايف، يشرح د. عطية خطة تساعدك على العيش لفترة أطول وبصحة أفضل.

معظم الأطباء ينتظرون حتى تظهر المشاكل الصحية ثم يعالجونها، لكن د. عطية يركز على الوقاية قبل أن تحدث المشاكل. هو يريد أن نغير طريقة تفكيرنا ونبدأ باتخاذ خطوات مبكرة باستخدام أدوات وخطط صحيحة لنحمي أنفسنا من أمراض الشيخوخة.

خطته تعتمد على أربع أمور مهمة: ممارسة الرياضة، تناول غذاء صحي، النوم الجيد، والاهتمام بالصحة النفسية. بالتركيز على هذه الجوانب، يمكننا بناء حياة صحية وقوية. كما يستند على العلم والبيانات الحديثة لتقديم طريقة جديدة للحفاظ على صحتنا.

يتحدث الكتاب عن أسباب أمراض العصر مثل سوء التغذية، التوتر، وقلة الحركة. أمراض القلب والسكري والزهايمر ليست حتمية، بل تنتج من نمط حياتنا الحديث الذي يختلف عن طبيعتنا. فجسمنا تطور في بيئة كان الطعام فيها قليلاً والحركة كثيرة، أما الآن فالأكل غير صحي والجلوس طويل، وهذا يجعلنا أكثر عرضة لأمراض مثل مشاكل الأيض، أمراض القلب، السرطان، وتدهور الدماغ، والتي يسميها د. عطية “الفرسان الأربعة”.

هدفه واضح وبسيط: يساعدك على التحكم في صحتك باتباع خطة علمية مجربة تعطيك حياة أطول وأكثر نشاطًا.

الركائز الأربعة لطول العمر : وهو الإطار الذي شيده بيتر عطية ليعيد تعريف العافية الوقائية

نبذة عن الدكتور بيتر عطية، طبيب وخبير في طول العمر

بيتر عطية هو طبيب متخصص في الصحة وطول العمر، وهو مؤلف كتاب النجاة: علم وفن طول العمر. درس الطب في جامعة ستانفورد وتلقى تدريبه في مستشفى جونز هوبكنز، ما أكسبه خبرة واسعة في مجال الشيخوخة والرعاية الصحية.

خلال مسيرته، لاحظ د. عطية أن الأطباء عادةً ينتظرون حتى يصاب الإنسان بالمرض ليعالجوه، وهذا ما أزعجه كثيرًا. بدأ يتساءل لماذا لا نركز على الوقاية قبل أن تظهر الأمراض؟ هذا التفكير دفعه للانتقال من مجال الجراحة إلى العمل على الوقاية من الأمراض.

أسس د. عطية عيادته الطبية الخاصة، حيث يساعد المرضى على إجراء الفحوصات والفحوصات الجينية، ويضع خططًا تساعدهم على الحفاظ على صحتهم لفترة أطول. وهو ينتقد النظام الغذائي الأمريكي التقليدي، ويؤمن بضرورة تصميم برامج غذائية تناسب كل شخص حسب احتياجاته.

بالإضافة إلى ذلك، يدير بودكاست The Drive، حيث يتحدث مع خبراء في مجالات مختلفة عن العيش بصحة جيدة لفترة أطول، التغذية، وصحة الدماغ. من خلال عمله وكتبه، يساعد د. عطية الناس على اتخاذ خطوات صحيحة ليعيشوا حياة أطول وأكثر صحة.

مصدر الصورة : https://peterattiamd.com/

الجزء من القصة رقم (1) : تحوّل إلى أسطورة الحياة – كن رياضي العمر المديد

لا تتدرب من أجل سباق عابر، بل استعد لتحدي قرن كامل من القوة والحيوية.
كن رياضي الحياة الذي لا يعرف الكلل، الذي يحوّل كل خطوة إلى انتصار، وكل حركة إلى استثمار في مستقبل مشرق.
الحركة ليست خيارًا، بل رسالة تقاتل بها الزمن، وسلاح تبنيه لتحيا حياة طويلة، نشطة، لا تقهر.

قال د. بيتر عطية:
“أن تصبح ‘رياضي الحياة’ لا يعني أن تتدرب للألعاب الأولمبية، بل أن تستعد لتكون لائقا صحيا خلال 100 عام من حياتك.”

هل تعلم أن التمارين الرياضية يمكن أن تضيف سنوات لحياتك؟ التقدم في العمر غالبًا لا يكون بسبب الجينات التي ورثناها، بل بسبب قلة الحركة. لذلك، أن تكون نشيطًا بشكل يومي هو سر العيش لفترة أطول.

فكرة “رياضي الحياة” تعني أن الحركة اليومية ليست مجرد نشاط جيد، بل أمر ضروري لصحتك. التمارين تساعد قلبك وعضلاتك وتدفق الدم، كما تقوي دماغك من خلال تحفيز مواد تحسن الذاكرة والتفكير.

التدريب على عشر حركات أساسية، مثل المشي، وحمل الأشياء، والقرفصاء، ورفع الأثقال، يجعلك مستعدًا لمواجهة الشيخوخة. هذه الحركات تساعدك على البقاء قويًا وقادرًا على الاعتناء بنفسك مع تقدم العمر، وتقلل من خطر الإصابة أو الضعف.

لتصبح “رياضي الحياة”، يمكنك اتباع خطوات بسيطة:

  • ضع أهدافًا للتمارين تناسب حياتك اليومية، مثل حمل البقالة أو الانحناء لالتقاط الأشياء.
  • ابدأ بتمارين سهلة، ثم زد صعوبتها تدريجيًا لتعزيز قوتك وحركتك.
  • ركز على تقوية عضلاتك وعظامك لتحافظ على نشاطك لسنوات طويلة.

لا تحتاج لصالة ألعاب رياضية أو معدات خاصة، فقط المشي، صعود الدرج، أو تمارين الضغط في المنزل تكفي. المهم هو أن تجعل الحركة جزءًا من روتينك اليومي، وليس نشاطًا عابرًا بين الحين والآخر.

حتى تصبح رياضيا مدى الحياة : تدرج اللياقة البدنية حسب رأي الدكتور بيتر عطية

الجزء من القصة رقم (2) : الأبعاد الثلاثة للياقة البدنية – سر العيش القوي والطويل

اللياقة البدنية ليست مجرد جري أو رفع أثقال. إنها ثلاثية ذهبية تتكوّن من: التحمّل الهوائي، والقوة، والثبات. كل بُعد منها يمنحك قدرة أفضل على مواجهة الزمن، ويمنح جسدك فرصة للعيش بقوة واستقلالية.

 التحمّل الهوائي
يبدأ من تمارين الكارديو الخفيفة، مثل المشي أو الدراجة بسرعة تسمح لك بالكلام دون لهاث. هذه التمارين تدرّب جسمك على حرق الدهون بذكاء، وتُعزز صحة القلب، وتقلّل خطر أمراضه. وإن أضفت لها دفعات قصيرة من الجهد العالي، فإنك تُعلّم جسمك استخدام الأكسجين بكفاءة أعلى، ما يزيد قدرتك على التحمّل.

القوة
مع التقدّم في العمر، يصبح الحفاظ على القوة أمرًا مصيريًا. كتلة عضلية جيدة تعني وقاية من السقوط، من الكسور، ومن العجز. حتى قبضة يدك تُعدّ مؤشراً على مدى احتمالية بقائك حيًا! والحل بسيط: تمرينات مثل القرفصاء، الضغط، والاندفاع تصنع الفرق.

الثبات
هو أساس التوازن والسيطرة على الحركة. فكلما كبُرت، زادت أهمية عدم السقوط. اليوغا، تمارين الجذع، والوقوف على ساق واحدة ليست رفاهية، بل أساس في بناء الاستقلال الحركي في الشيخوخة.

خطة عملية لبناء لياقة متكاملة:

  1. تمارين المنطقة 2 الهوائية: امشِ بسرعة أو استخدم الدراجة 30 دقيقة، ثلاث مرات أسبوعيًا.
  2. تقوية الجسم بالكامل: مارس تمارين مثل القرفصاء، الرفعة المميتة، والاندفاع بانتظام.
  3. الثبات والتوازن: درّب نفسك على الوقوف على ساق واحدة أو استخدم كرة التوازن لتحسين سيطرتك الحركية.

 تذكّر: بأن الهدف ليس أن تصبح بطلاً أولمبيًا، بل أن تُحافظ على جسد قويّ يعمل بكفاءة حتى آخر يوم في حياتك.

الأبعاد الثلاثة للياقة البدنية : التمرينات الرياضية الشاملة حسب الإطار التصميم للدكتور بيتر عطية

الجزء من القصة رقم (3): إعادة التفكير في التغذية من أجل الصحة وطول العمر

التغذية ليست قواعد منقوشة على الحجر بل تتعلق بإيجاد ما يناسب تركيبك الأيضي الفريد. والاستعداد للتكيف مع تغير جسمك .” – د. بيتر عطية

تلعب الخيارات الغذائية دورًا محوريًا في بناء الصحة، خصوصًا في عالم تحاصره الوجبات الخفيفة المصنّعة والمشروبات السكرية من كل جانب. فالغذاء اليوم لم يعد مجرّد مسألة ذوق، بل أصبح سلاحًا يُستخدم إما لحماية الجسد… أو تدميره.

النظام الغذائي الأمريكي التقليدي يُعدّ أحد أبرز أسباب أمراض العصر. فهو يُضاعف خطر الإصابة بخلل في التمثيل الغذائي، واضطرابات الأنسولين، والالتهابات المزمنة التي تُرهق الجسم ببطء. لذلك، لا يكفي أن تتبع خطة موحدة للجميع، بل يجب أن تصمّم نمطك الغذائي بما يتناسب مع احتياجات جسدك وتكوينه الفسيولوجي الفريد.

ثمة ثلاث استراتيجيات غذائية ثبتت فعاليتها في تعزيز الصحة العامة وطول العمر. أولها تقليل السعرات الحرارية بشكل مدروس، والثانية الامتناع عن بعض الأطعمة الضارة، أما الثالثة فتعتمد على تناول الطعام ضمن نافذة زمنية محددة كل يوم. عند الالتزام بهذه الخيارات بشكل سليم، فإنها تُساهم بفاعلية في تحسين الصحة على المدى الطويل.

ويظل البروتين حجر الأساس في الحفاظ على الكتلة العضلية وعملية التمثيل الغذائي. من المفيد أن تستهدف تناول غرام واحد من البروتين لكل رطل من وزن الجسم يوميًا، خاصة مع التقدم في العمر، للحفاظ على قوة العضلات وحيويتها. أما الدهون الصحية، وبالأخص أوميغا 3 الموجودة في الأسماك والمكسرات والبذور، فهي ضرورية لصحة القلب والدماغ. ولا يمكن إغفال أهمية الصيام المنظم، فهو يساعد الجسم على إصلاح الخلايا، وتحسين حساسيته للأنسولين لدى الكثير من الأشخاص.

إطار عمل التغذية الصحية

الجزء من القصة رقم (4) : قوة النوم

النوم هو أكثر محسنات الأداء المتاحة لنا والتي لا تحظى بالتقدير المطلوب، ومع ذلك فهو أول ما نضحي به عندما تنشغل الحياة .” – د. بيتر عطية

يُعدّ النوم، الذي يُغفل في زحمة الحياة اليومية، حجر الأساس لصحة مستدامة وطويلة الأمد. فالنوم الجيد لا يمنحنا فقط راحة مؤقتة، بل يؤثر بعمق على قدرتنا على التفكير، ويعزز صحة أجسادنا، ويقوّي قدرتنا على التعامل مع التوتر والضغوط. وفي المقابل، فإن الحرمان المزمن من النوم يزيد بشكل واضح من خطر الإصابة بالسكري، وأمراض القلب، وحتى الزهايمر. إن نومًا مستقرًا وعميقًا يُحسّن من الذاكرة، ويدعم عملية الأيض، ويُعزز كفاءة جهاز المناعة.

لحسن الحظ، توجد خطوات عملية وبسيطة يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في جودة نومك. ابدأ بتحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ، حتى في عطلات نهاية الأسبوع. تحكّم في كمية ونوع الضوء من حولك، خاصة خلال المساء. الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يُعيق إنتاج الميلاتونين، لذا يُفضل تجنبه قبل النوم بساعة على الأقل. حافظ على جوٍّ بارد في غرفة نومك، وابتكر روتينًا هادئًا يُهيئ جسدك وعقلك للنوم. ولا تنسَ تتبّع نومك، سواء بدفتر يوميات أو تطبيق رقمي، لفهم العوامل التي تؤثر على راحتك الليلية. فالنوم الجيد ينعكس بوضوح على صفاء الذهن وحالتك النفسية طوال اليوم.

النوم ليس ترفًا ولا مضيعة للوقت، بل هو الفترة التي يُصلح فيها الجسد نفسه، ويعيد الدماغ ترتيب ذكرياته وتجارب اليوم. والحصول على 7 إلى 9 ساعات من النوم المتواصل قد يكون من أعظم الاستثمارات في صحتك الجسدية والعقلية.

ولتحسين نومك بشكل ملموس، إليك بعض النصائح الفعالة:

قلّل من التعرّض للضوء الأزرق عبر تجنّب الشاشات قبل النوم بساعة، مما يساعد على تعزيز إنتاج الميلاتونين الطبيعي. أنشئ روتينًا مريحًا لوقت النوم – مثل قراءة كتاب، أو أخذ حمام دافئ – ليُدرك جسدك أن وقت الراحة قد حان. واحرص على أن تكون حرارة غرفتك معتدلة، حوالي 18 درجة مئوية (65 فهرنهايت)، حيث يُعد ذلك مثاليًا لنوم عميق.

التغييرات الصغيرة في بيئة النوم وعاداتك اليومية قد تؤدي إلى تحوّل كبير في جودة نومك. تعامل مع النوم كأولوية لا تقل عن الرياضة والتغذية، واجعل منه عادة يومية مقدّسة، لا شيئًا تستغني عنه حين تزدحم الحياة.

دليل تحسين النوم إستنادا الى أبحاث بيتر عطية عن طول العمر

الجزء من القصة رقم (5): الصحة العاطفية كركيزة أساسية من ركائز طول العمر

تلعب الصحة النفسية دورًا محوريًا في رسم ملامح الحياة الطويلة والمليئة بالجودة. فالتوتر المزمن، والصدمات غير المعالجة، وتجاهل الصحة النفسية، كلها عوامل تترك آثارًا عميقة في الجسد، تُسرّع من وتيرة الشيخوخة، وتُضعف قدرة الإنسان على مواجهة الحياة. لكن عندما نُقرر الاعتناء بصحتنا العقلية، ونطلب المساعدة عند الحاجة، فإننا نُحدث فرقًا حقيقيًا في جودة حياتنا. العلاقة الصحية مع الذات، والتدوين، والتأمل، واليقظة الذهنية، هي أدوات بسيطة لكنها عميقة الأثر في بناء الصلابة النفسية.
إن صحتك النفسية لا تنعكس على شعورك الداخلي فقط، بل تمتد لتؤثر على علاقاتك بالآخرين، ومدى اندفاعك نحو الحياة، وشعورك بالمعنى والغاية. كل تلك العناصر تشكّل جوهر الحياة الطويلة والمُرضية. ومن خلال تعزيز العافية النفسية، تصبح أكثر قدرة على تجاوز فترات الحياة العصيبة، وتحافظ على استقرارك العاطفي، وتجد طرقًا سليمة للتعامل مع تقلبات المشاعر التي قد ترافق التقدّم في العمر.
ورغم أن الكثيرين يركّزون على الصحة البدنية، إلا أن الصحة النفسية غالبًا ما تُهمَل، مع أنها لا تقل أهمية. فقد أظهرت الأبحاث أن الشعور بالوحدة قد يكون مدمّرًا للجسد بقدر تدخين 15 سيجارة يوميًا، في حين أن العلاقات القوية والداعمة يمكن أن تُضيف سنوات إلى عمرك. الصحة النفسية والجسدية تسيران جنبًا إلى جنب، وما يؤثر على واحدة منهما يترك بصمته على الأخرى.
من الاستراتيجيات الفعّالة لدعم صحتك النفسية: طلب الدعم المهني عند الحاجة، فالعلاج النفسي ليس ضعفًا، بل أداة قوية للنمو الداخلي. جرب ممارسة التأمل أو تمارين التنفس لتعزيز الهدوء والتركيز، واسمح لعقلك بالتنفس وسط ضغوط الحياة. لا تُهمل بناء العلاقات الاجتماعية؛ فالأصدقاء والعائلة هم شبكة الأمان العاطي التي تمنحك القوة. والأهم من ذلك كله، خصص وقتًا يوميًا لرعاية نفسك من الداخل. فالرعاية الذاتية ليست رفاهية، بل استثمار عميق في صحتك النفسية والجسدية، وفي جودة حياتك بشكل عام.

الصحة العاطفية المرتبطة بطول العمر : نموذج عمل الدكتور عطية للصحة النفسية

الجزء من القصة رقم (6): نهج جديد في الصحة والطب

يجب أن تتوقف عن لعب دور الدفاع وتبدأ في لعب دور الهجوم بصحتنا.” – د. بيتر عطية

يعتمد الطب التقليدي على نموذج قائم على “رعاية المرضى” بدلًا من “الرعاية الصحية الحقيقية”. إنه نظام يتدخل فقط بعد ظهور الأعراض، عندما يكون المرض قد ترسّخ بالفعل وبدأ في إحداث ضرر يصعب إصلاحه. هذا النهج التفاعلي لا يقي المرض، بل ينتظر حتى يستفحل، ليبدأ بعدها العلاج. والنتيجة؟ تدخل متأخر، ومرض مزمن كان بالإمكان تجنّبه.

يشبه هذا الأسلوب في التعامل انتظار اشتعال حريق في المنزل ثم التفكير في تركيب أجهزة إنذار الدخان. بحلول الوقت الذي تظهر فيه أعراض المرض، غالبًا ما تكون المشكلة قد خرجت عن السيطرة. والأسوأ من ذلك، أن الطب المعتاد كثيرًا ما يركز على معالجة العلامات الظاهرة بدلًا من معالجة جذور المشكلة؛ فمثلاً، يُعطى المريض دواءً لضغط الدم المرتفع دون البحث عن السبب الحقيقي وراء هذا الارتفاع.

تفتقر أنظمة الرعاية الصحية الحالية أيضًا إلى اللمسة الشخصية. تُقدَّم خطط علاج عامة تطبق على الجميع، دون النظر في الفروقات الفردية الدقيقة بين الأشخاص. هذه المقاربة تُهمل حقيقة أن كل جسد يحمل تركيبة فريدة، وتستجيب حالته الصحية لعوامل مختلفة يجب أخذها في الاعتبار.

في المقابل، يعتمد النهج الوقائي الحديث على التحليل الشامل والمتابعة الدقيقة. من خلال استخدام فحوصات متقدمة – مثل تحاليل الدم المفصلة، واختبارات القلب، ومراقبة مستويات السكر – يمكن رسم صورة صحية دقيقة للشخص، والكشف عن عوامل الخطر قبل سنوات من تشخيص المرض. وهذا يُمكّن الأطباء من تصميم خطط وقائية مخصصة ومبنية على الملف الصحي الفريد لكل شخص.

تشمل هذه الخطط التمارين الرياضية المناسبة، وأنظمة غذائية مصممة بعناية، ومكملات غذائية موجّهة، واستراتيجيات فردية لإدارة التوتر والضغوط. إنها منظومة لا تكتفي بالكشف المبكر عن المرض، بل تسعى لمنعه بالكامل، عبر رصد التغيرات الصغيرة قبل أن تتحول إلى تهديدات حقيقية.

الرسالة الأهم؟ لا تنتظر حتى يتحدث جسدك بصوت الألم. بادر اليوم. اتخذ خطوات واعية تحميك من الغد. لأن الوقاية ليست فقط علاجًا مبكرًا… بل هي درعك الحقيقي قبل أن تبدأ المعركة.

الرعاية الصحية التفاعلية مقابل الرعاية الصحية الإستباقية : تقدم غير مسبوق في الطب لبيتر عطية

المراجعة الختامية: خارطة طريق لحياة أطول وأفضل

يقدّم كتاب Outlive أكثر من مجرد نصائح صحية؛ إنه دليل شامل لحياة طويلة مفعمة بالحيوية، يقوم على أربعة أعمدة متينة: التمارين، والتغذية، والنوم، والصحة النفسية. هذا النهج لا يكتفي بتفادي الأمراض المزمنة، بل يرسم خارطة طريق نحو عمر مديد ونشط، يبدأ بتحسين نمط حياتك اليوم، لا بعد فوات الأوان.
أحد أبرز ما يميز هذا الكتاب هو رؤيته الثورية للطب الوقائي. فهو يرفض الاكتفاء بردّات الفعل التي تُبنى على ظهور الأعراض، ويطرح بديلًا قائمًا على المبادرة الشخصية والرعاية الاستباقية. من خلال استراتيجية مبنية على البيانات وتحليل المخاطر الفردية، يُقدّم إطارًا عمليًا لإدارة الصحة بطريقة قد تُنقذ الأرواح وتمنع أمراضًا لم تُولد بعد.
أما على مستوى التغذية، فيتحدى الكتاب بقوة النموذج الأمريكي التقليدي، مُروّجًا لتوازن ذكي بين البروتين، والدهون الصحية، والصيام المدروس. كما يُبرز أهمية النوم كعامل حاسم في دعم الذاكرة والمناعة، ويسلط الضوء على الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من الصحة الجسدية، مؤكدًا أن القوة العاطفية تبدأ من العناية بالنفس والوعي بالذات.
الكتاب يشجع على تبنّي أسلوب حياة شمولي، حيث لا تنتظر ظهور الشيخوخة لتبدأ بالعناية بجسدك، بل تبدأ الآن… وأنت في كامل طاقتك.
الوصفات الذهبية لحياة أطول:
التمرين المتكامل: امزج بين تمارين التحمل، القوة، والتوازن لتعزيز اللياقة البدنية والعقلية معًا.
الغذاء الذكي: ركّز على البروتين والدهون الصحية، وكن حاضرًا في لحظة تناولك للطعام… فالغذاء الواعي يغذي خلاياك قبل معدتك.
نوم بجودة عالية: اجعل النوم أولوية قصوى، فهو يغذّي الدماغ، ويُبطئ عجلة الأمراض المزمنة.
عناية نفسية أصيلة: مارس الرعاية الذاتية، وابنِ صلابتك الداخلية، ولا تتردد في طلب الدعم عند الحاجة.
الطب الوقائي الحقيقي: راقب إشارات جسدك، اكتشف عوامل الخطر قبل أن تتحول إلى تهديد، وابدأ الوقاية قبل سنوات من أن تدق أجراس الخطر.

مسارات طول العمر : أعمدة بيتر عطية لإطالة العمر الإفتراضي بصحة وعافية

ملف pdf وكتاب صوتي ورسومات بيانية وملخص للكتاب

ما قرأته هنا ليس سوى البداية… إذا أثارت هذه الأفكار فضولك وألهمتك لتغيير نمط حياتك، فلا تتردد – اطلب نسختك الآن أو استمع للكتاب صوتيًا مجانًا. وأخبرنا برأيك، فمشاركتك تعني الكثير لفريقنا وتعزز استمرارية هذا النوع من المحتوى التثقيفي.

هل هذه أول مرة لك معنا في BlueZone؟ نُقدّم لك إمكانية الوصول إلى إصدارات PDF، والكتب الصوتية، ورسومات انفوجراف لكتاب Outlive، بالإضافة إلى مئات الملخصات لأشهر الكتب الصحية مبيعًا.

كتب ننصحك بها:

– لماذا ننام؟ تأليف: ماثيو ووكر

– كيف لا تموت؟ تأليف: مايكل جريجر

أضف تعليق